

خطر داعش الحقيقي


العدد القادم باذن الله
نفتح أي وسيلة من وسائل الإعلام اليوم لنجد أن كل ما تتكلم عنه هو (داعش)، قنوات التلفزيون، الجرائد والمجلّات، والإنترنت بشكل خاص وحيوي، وحتى محادثات الناس اليومية تتضمن داعش بشكل كبير هذه الأيام، فكأنها هي (الموضة) السائدة هذا العام، لكن ماذا لو توقفنا لحظة لنتأمل المشهد ونقيّم حالة الميليشيا المسلحة المدعوة (دولة العراق والشام الإسلامية). لم نكن نسمع عن هذه المجموعة من عامين فحسب، فهل ظهرت وتوسعت وأصبحت في هذه القوة في هذه الفترة القصيرة؟ لابد وأن الأمر يحوي بين طياته سرًا يفسر هذا النفوذ وذيوع الصيت في زمن قصير في عمر المجموعات المسلحة، شباب في مجتمعاتنا مفتونون بأقرانهم في (داعش) ممن تسنح لهم الفرصة بأن يمسكوا بأسلحة نارية ويعيشوا أجواء الحرب والعمليات العسكرية، كما في ألعاب الفيديو والأفلام السينمائية التي يشاهدونها ليل نهار، ولا ينطوي الأمر على هذا فحسب، أموال طائلة يحصل عليها المقاتلون تحت مسمى (غنائم)، والثمن بالطبع من قوت هؤلاء المساكين من قاطني البلدات المنكوبة، دعارة مقنّعة هي الأخرى تحت مسمى (جهاد النكاح)، إذًا فعنصر الجنس موجود أيضًا، وبعد كل هذا نضع الدين على قمة هذه الأفعال المشينة، وأن كل هذا ليس سوى نصرة لدين الله ونشر لكلمة الحق!
أجواء الإثارة والغموض تحوم حول وضع (داعش) ، لو جئت بأي هراء ووضعت حوله غلافًا من التدين والقدسية، لأصبح ذا أهمية ولذاع صيته ليصل إلى مسامع الناس، الخطر ليس في الأسلحة النارية ولا حتى الصواريخ، الخطر كامن في الفكر الذي تروّج له تلك المجموعة، وما يحتويه الأمر من إثارة وشغف يلمس الكثير من الشباب، سواء كان متدينًا في الأصل أم لا، فلو كنت شابًا فلديك الأسلحة والجنس وللأسف أيضًا رداء الدين الزائف، فاختر ما شئت منها وانطلق سعيًا خلف الانضمام لصفوفهم، خاصة وأن كثيرين يؤمنون بسيطرة داعش الموشكة على أراضٍ كثيرة في المستقبل القريب، فيكون صعبًا على البعض ألا ينتمي للجانب المنتصر كما يتوقعه.
ماذا لو كانت حقيقة داعش في آخر الأمر أنها ليست سوى فقاعة إعلامية؟ والحق يقال أنهم لم يدّخروا جهدًا في الترويج لأنفسهم، خاصة عبر صفحات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، فاستطاعوا استقطاب فئتهم المستهدفة، صور واضحة عالية الجودة وفيديوهات تماثلها في جودة التصوير والإخراج، أنباء عن حكومة رسمية وجوازات سفر باسم داعش، تسري في وسائل الإعلام كما تستعر النار في الهشيم، لكن ترى ما مقدار قوة بضعة آلاف من المقاتلين الغير مدربين تدريبًا عسكريًا نظاميًا، لا نعلم على وجه الدقّة، لكن لابد أنها أقل بكثير مما توحي به تلك الهالة التي تحيط بهم.
ربما كانت وحشية هؤلاء القوم وبربريّتهم هي ما تزرع الهلع في قلوب سكان المدن التي يدخلونها واحدة تلو الأخرى، لابد وأن صور الجلد والتعذيب والرجم والرؤوس المقطوعة الممسكة في يد أحد المقاتلين المبتسمين تبدو كافية لتخيف من قد يفكر في الوقوف في وجههم والقتال، ربما ينتهي به الأمر كتذكار في يد أحد أولئك السفاحين، "فلم العناء؟ لن أقاتل وحدي ولا جيش نظامي يحميني أو حتى يعينني"، لابد وأن هذا هو لسان حال المساكين في سوريا والعراق.
إن خطر داعش الحقيقي ليس في السلاح والقتل، خطرهم الحقيقي يكمن في الحرب النفسية والإعلامية التي يقودها هؤلاء قبل أن يصل الأمر لقتال مسلح على الأرض، لابد وأنهم يحظون بتمويل هائل ودعم لوجيستي بشكل أو بآخر من إحدى القوى الدولية، ونجاحهم وذيوع صيتهم ليس سوى نتيجة متوقعة للخطاب الديني المتشدد والمتطرف الذي يعصف بمنطقتنا منذ أعوام، فكفى تشويهًا وتجارة بالدين ولننقذ شبابنا من براثن الإرهاب، ومن واجب وسائل الإعلام أن تتحرى عن حجم وحقيقة هؤلاء قبل الاشتراك في سيرك المبالغة والتضخيم بتناقل الإشاعات والأخبار غير المؤكدة، لابد أن نتحرى الدقة قبل فوات الأوان، قبل أن يأتي شبابنا لغزو بلادنا وهُم في صفوف داعش.







قيادات الإخوان يستقبلون حكم الإعدام بالصراخ . وحجازى: هنكمل الثورة عقب قرارمحكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة، بإحالة أوراق محمد بديع المرشد العام للإخوان، و13 من قيادات الجماعة فى أحداث مسجد الاستقامة ، إلى المفتى ، إستقبل المتهمون القرار بالتكبير والصراخ ،وحدثت حالة من الهر ج والمرج بالقاعة ،وسادت حالة من الصمت الرهيب على هيئة الدفاع ،حيث كان القرار صادما وغير متوقع ، بينما ظل حجازى يصرخ بصوت عال داخل القفص قائلا " هنكمل والله العظيم هنكمل وهنخرج لهم تانى وهنكمل ثورتنا ،
نشرة الأخبار
