top of page

الحياه في مجملها لايمكن تقييمها دائما من خلال الأبيض او الاسود فقط فما بالك بالبشر، كثير منا يريد ان يقيم البشر و المواقف من خلال لونين فقط "الابيض او الاسود" علي الرغم من ان المنطقه الرمادية هي المنطقه التي يتواجد فيها معظم الناس و علي الرغم من ان هذه المساحة الرماديه لها درجات، في كثير من الأحيان تفشل الحوارات بين الناس بسبب هذا التصنيف المحدود ، فقد تبدأ حوار مع احد أصدقاءك او زملائك و تفاجأ في وسط الحديث ان المتلقي لا يستمع لكلامك و لكن يحاول تلوينك او تصنيفك و بناء علي تصنيفك يبدأ في ترجمة كلامك. اذا كنت من محبي الساحره المستديرة و كعادتنا قبل الثوره كانت الكره هي مركز حوارات معظم الشباب،فإذا شاهدت مباراه كره قدم و شاركت شخص ما نتائج و تحليل المباراه ستجده لن يتجاوب معاك قبل ان يسألك السؤال المعتاد "انت اهلاوي ولا زملكاوي" و بناء علي انتمائك هيتجاوب معاك. تمر الأيام سريعا و تجد نفس الموقف يتكرر الان بشكل اكبر و اكثر شراسه، عندما تتجاذب أطراف الحديث في السياسه ستصطدم بأهم سؤال "هو انت مع مين"، و اذا حاولت ان تقضي مصلحه ممكن المصلحة تفشل بسبب انك أجبت اجابه خطأ، فبعض الإجابات مثل "انا مصري" "او اتمني الخير للبلد" لن تكون أبدا إجابه مرضيه و المشكله ده ليست فقط مع من لا تعرفهم و لكن تظهر اكتر مع أقاربك ، يعني تفاجأ مثلا ان والدك يطلب لقاءك في موضوع هام ، يبدأ الحوار أبوي حنون جاد و يقولك "انا مش فاهم انت مع مين !!" "تخيل والدك بعد العمر ده كله و اللي عارف كل مصايبك شاكك فيك!!" تصنيفنا للآخر ليس بسبب اننا رافضين الآخر بالعكس فالشعب المصري بطبيعته شعب محب لكل الشعوب ولكنها طريقه اسهل في التعامل "هل تريد ان استمع لك و اقرأ لك و افهم وجهة نظرك.. لا كده اسهل" نحن نمتلك مجموعه قوالب جاهزه حتي لا نرهق أنفسنا، بمعني اخر اذا كنت من محبي الكره "يبقه انت اهلاوي او زملكاوي" ، انا لسه هفكر انك بتشجع الكره الحلوه!! ليس معني اننا لا نفضل اللون الأبيض الان اننا ضمنيا نريد اللون الاسود و العكس صحيح فأنا لا افضل المقولة المشهور الذي يتبناها معظمنا "اللون الرمادي مبحبوش"، علينا الا نجهد أنفسنا في تصنيف الاخر،فرؤيتنا للون الرمادي بشكل مختلف سوف تساعدنا علي تقبلنا للاخر، هي دعوه مني لكسر هذه القوالب الجاهزة و محاوله لفهم حقيقي للأخر حتي نصل بهذا الوطن لما نحلم به جميعا.

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page

الآراء الواردة تعبر عن رأي كاتبها وليس الجريدة

محمد قدري

اللون الرمادي

نشرة الأخبار

مقالات الكتاب

 جريدة الشارع المصري © جميع الحقوق محفوظة

GET MORE FROM THE TEAM:

  • Instagram Clean
  • Facebook Clean
  • Twitter Clean
bottom of page