top of page

من المتعارف عليه أن الحقيقة دائما ثابته ولا تتسم بالديناميكية وهي كالمبادئ لا تتجزأ ولا تقسم حتى أنه قيل أنها ذاتية القوة اي أنها لا تحتاج إلى ما يقويها فهي قوة في حد ذاتها ،ولكن بنظرة أخري للحقيقة وهذه المرة ستكون النظرة مختلفة قليلا عما سواها لو تعمقنا ولو قليلا فى فكرة الحقيقة سنجد أن بها الكثير من الديناميكية أي أنها تقبل تآويل كثيرة فلو نظرنا مثلا لوردة مجرد ورده ووضعة على منضدة في وسط الطريق وبدأنا نجمع الآراء عن هذه الوردة وتسجيلها . سترى مثلا أن مهندس زراعي سيقول أنها من النوع كذا وتحتاج لتربة من نوع معين وتحت درة حرارة معينة لكي تنمو بصورة جيده ، أما فنان سيقول أنها لو أضيفت للوحة من زاوية معينة ستعطيها سحرها الخاص وسيقول كيميائي أن هذه الورده يمكن أن يستخلص منها مادة تستخدم في تصنيع دوام مثلا لعلاج كذا ومار عابر آخر من الممكن أن يقول أنها مجرد وردة ما الجديد وكل مار سيدلي بدلوه الخاص عن هذه الوردة والتي هي هي ولكن الآراء هي التي اختلفت. هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة فمشكلتنا أننا تعودنا على تثبيت الرؤية حتى أن الدين نفسه يأمرنا بإعمال العقل والرسول قال أنه سيأتي كل قرن من يجدد دين الله ولن يجدده بأن يأتي بدين جديد ولكنه سيجدده ليتناسب مع العصر من حيث الرؤية والتناول فلم كل هذه الضجة والصراع والتناحر قد تكون مشكلتنا أننا نري ما حولنا من زاوية واحدة وهي زاويتنا نحن وندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة وجمع كل البراهين التي تثبت فكرتنا أو ما نؤمن به وقد ندافع عنه حتى الموت سواء موت الشخص نفسه أو مدافع آخر عن قضية أخري فقط نحتاج أن نبدل الكراسي لنري ماذا يري الآخر على الجانب الآخر من الطاولة .

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page

الآراء الواردة تعبر عن رأي كاتبها وليس الجريدة

سامح دراز

الحقيقة المتغيرة

نشرة الأخبار

مقالات الكتاب

 جريدة الشارع المصري © جميع الحقوق محفوظة

GET MORE FROM THE TEAM:

  • Instagram Clean
  • Facebook Clean
  • Twitter Clean
bottom of page