
تدهشني كثيرا تلك المقارنات البائسة التي يحلو للبعض منا أن يقيمها بين أحوال المصريين وأحوال غيرهم من شعوب الغرب، ويدهشني أكثر أن أجد أكثر من يعقد هذه المقارنات لا يجريها بغرض التعلم ونقل الخبرات من مجتمعات سبقتنا في مضامير التقدم والنهضة، وإنما بسبب شعور مستقر بالدونية، ولرغبة كامنة في تعذيب النفس، ولجنوح مرضي لجلد الذات. والحقيقة التي علينا جميعا أن ندركها أن طريق مجتمعات الرفاهة والحداثة لم يكن أبدا مفروشا بالورود، بل إن التجارب القاسية علمت تلك الشعوب الجدية والانضباط، كما علمتهم أن طريق المواطنة ذو اتجاهين متلازمين؛ الحقوق والواجبات، وأن الرفاهية مكافأة المعاناة، وأن الحرية جائزة التضحية. والحقيقة التي لا يريد البعض منا أن يعترف بها هي أن شعوب العالم الأول التي نتمثل بها ونتمنى أن نلحق بقطارها عملت وكدت وكافحت وناضلت وعانت وضحت أضعاف أضعاف ما فعلنا، حتى تستحق ما تتمتع به الآن وما نغبطها عليه من حرية وكرامة ورفاهية. وأدعو المتشككين في صحة أو دقة ما أقول للعودة لقراءة تاريخ أوروبا منذ العصور الوسطى، ذلك التاريخ المتخم بقصص الحروب والصراعات والمؤامرات التي دفع الفقراء والمهمشون والمقهورون والمستضعفون كلفتها الباهظة، وأدعوهم مجددا للتأمل في "قصة مدينتين" لتشارلز ديكنز، التي توثق لفقر ومعاناة البسطاء من شعبي انجلترا وفرنسا إبان فترة الحرب الضروس بين ما أصبحتا بعد ذلك عاصمة النور وعاصمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وأدعوهم مرة أخرى لقراءة تاريخ أوروبا في النصف الأول من القرن العشرين لنعرف كيف ضحت شعوبها بعشرات الملايين من البشر لتحقيق أطماع النازي والفاشيست من حكامها المغامرين. ولنتأمل في تاريخ أميركا التي أقامت بنيان دولتها العظمى على جثث شعب كامل من سكان القارة الأصليين في أكبر جريمة إبادة جماعية وأوسع عملية تطهير عرقي عرفها التاريخ. ولنعد النظر في حرب المائة عام التي انتهت بتوحيد الولايات، وهي المرحلة الأخطر واللبنة الأهم في بناء مجد أميركا، لتكون مع الوقت القطب العالمي الأول، وربما الأوحد، الذي نعرفه الآن. ولا أهدف من هذه الكلمات للدعوة للرضا بواقعنا الذي لا يرضي أي مخلص أو محب لهذا الوطن والذي لا يسعد سوى الخصوم والأعداء، ولكنها دعوة لكل المصريين كل في موقعه ومجاله للكد وبذل المزيد من الجهد والعرق كي نحقق ما نتمناه ﻷنفسنا وﻷبنائنا من حرية وكرامة ومن عز ورفاهة، فتلك حقوق لا تمنح ولا توهب وإنما بالعمل والجد تستأهل وتستحق. وعلى الله قصد السبيل.

الآراء الواردة تعبر عن رأي كاتبها وليس الجريدة
د. حنان راشد

وما نيل المطالب
بالتمني

قيادات الإخوان يستقبلون حكم الإعدام بالصراخ . وحجازى: هنكمل الثورة عقب قرارمحكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة، بإحالة أوراق محمد بديع المرشد العام للإخوان، و13 من قيادات الجماعة فى أحداث مسجد الاستقامة ، إلى المفتى ، إستقبل المتهمون القرار بالتكبير والصراخ ،وحدثت حالة من الهرج والمرج بالقاعة ،وسادت حالة من الصمت الرهيب على هيئة الدفاع ،حيث كان القرار صادما وغير متوقع ، بينما ظل حجازى يصرخ بصوت عال داخل القفص قائلا " هنكمل والله العظيم هنكمل وهنخرج لهم تانى وهنكمل ثورتنا ،
نشرة الأخبار
