top of page

تعودت منذ صغري على أن أنام بعمق ولا أفكر فى أي شئ ومهما حدث بجواري من أصوات أو ما شابه لا أنتبه حتى أنها كانت مشكلة كبيرة لأسرتي إيقاظي للسحور فى رمضان ، ظللت على تلك الحالة سنوات كثيرة أنام وأحلم ولا افكر فى أي شئ غير أحلامي التي تمنيت أن أراها ، كنت أعتقد أنني سأظل هكذا للأبد أنام ولا أفكر فى أي شئ حتى بدأت أصطدم قليلا بالواقع فور تخرجي فتغير عمق اللحظات التي أقضيها نائما ولكن ليس بصورة كاملة ولكن الملاحظ أن هذه اللحظات بدأت فى التناقص وكأنها تسير عكسياً مع عمري أي كلما أكبر تقل حتى بدأت فى الثبات على ما بين بين أي أنام وكأنني لازال نصف عقلي مستيقظاً وأيضاً حينما أفيق أسير وكأنني لازلت نائماً حتى بدات فى التكيف على تلك الحالة .

 كنت أحسب أنني وحدي هكذا ولكني فى أحد الأيام وأثناء تبادل الحديث مع أحد الأصدقاء وأنا أشكوا له أني لا أنام جيداً أخذ يضحك ويضحك ويقول ليس هناك من ينام فى مصر ؟! وحينما رآني فى حالة من الغرابة قال لي كيف ننام ونحن لا نضمن أن يأتي الغد بلا فقيد أو قتيل أو جريح كيف ننام ونحن لا نضمن قوت الغد لنا ولصغارنا ولأسرنا ، كيف ننام ونحن ما بين بين ما بين الموت والحياة ما بين الفقر والتشرد ما بين الخوف من الغد والرجاء فى التغيير ، ظل يحكي ويحكي وعلى الرغم من أنني أعرف جيدا كل ما يحكي عنه إلا أنني كنت كالنائم واستيقظ فجأة .

عدت إلى بيتي وحاولت أن أنام ولكن هذه المرة لم أستطع حتى أن أحظي بنص حالة النوم الي كنت أنامها يوميا بدأ هاجس جديد سرق النصف الآخر من النوم وهو ماذا سيحدث غدا هل سأفقد أحد أحبه ، هل وهل وهل ألف سؤال ولا إجابة ، ألف شبح ولكنه لا يهرب حتى من سورة الكرسي لم أجد غير شئ هو أنني كغير عادتي تمنيت أن يكون الغد مثل اليوم لا أن يجيئ الأفضل وبدأت أسترجع حالتي من جديد وهي النصف نوم ونصف يقظة علها ترجع من جديد

 

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page

الآراء الواردة تعبر عن رأي كاتبها وليس الجريدة

سامح دراز

النوم

اليقظ

نشرة الأخبار

مقالات الكتاب

 جريدة الشارع المصري © جميع الحقوق محفوظة

GET MORE FROM THE TEAM:

  • Instagram Clean
  • Facebook Clean
  • Twitter Clean
bottom of page